الصحة النفسية وقضايا المجتمع

يتناول الكتاب، الصحة النفسية في ضوء منهج تكاملي، وهو محاولة للجمع بين توجه مدرسة التحليل النفسي وبعض المدارس والاتجاهات الرئيسة الأخرى في دراسة الصحة النفسية، ومرجع هذا الجمع الاعتقاد بأن المدارس والاتجاهات المختلفة تتفق في تشابه نظرتها وبمعنى أدق لا تتعارض فيما بينها من حيث تعريفها للصحة النفسية ومظاهرها، حيث يمكن الاستفادة من هذا التشابه لإبراز ما تتميز به الصحة النفسية من تعقيد وتشابك. ومن جهة أخرى يمكن اعتبار هذا الجمع محاولة للإجابة على السؤال القديم الجديد في تاريخ علم النفس وهو: فيم يختلف أصحاب المدارس والمذاهب الرئيسة في علم النفس حينما يتناولون موضوع الصحة النفسية والشخصية السوية؟ وهو ما تم تبيانه في ثنايا ومتن هذا الكتاب. وفي ضوء هذا المنهج يتناول الكتاب الصحة النفسية في نطاق المجتمع وقضاياه، كما يتناولها في نطاق الحياة العامة وداخل الأسرة، مما يساهم في مساعدة الإنسان على التكيف واستعادة التوافق في حياته. وقد اعتمدت موضوعات الكتاب على نتائج الكثير من الأبحاث الميدانية التي قام بها باحثون على مستوى عال من الكفاءة والاقتدار، وهي أبحاث موضوعية موثوقة يصح الاعتماد عليها لفهم أحوال الفرد وتوجيهه لإقامة علاقات بناءة مع ذاته ومع الآخرين والواقع وإلى قدرته على تحمل القدر الطبيعي من ضغوط الحياة ومواكبة متطلباتها المتغيرة، حيث يؤدي وظائفه بمستوى عال من التوافق السلوكي والانفعالي.