الأساليب البلاغية في الآيات الالهية

إن علم البلاغة من أهمّ علوم اللغة العربية، بل هو نظام الخيرة باللغة وجمال الكلام. والبلاغة لها مكانة متميّزة بين فنون اللّغة العربيّة التي تمثل وحدة مترابطة خاصّة في فهم الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة، وتذوق النصوص الأدبية. وإن القرآن الكريم هو العامل الرئيس الذي ساعد على الشروع في الدراسات البلاغية بمختلف اتّجاهاتها، ويرى العلماء على أنه بفضل الكتاب العزيز نشأت علوم البلاغة التي أمدّها النص القرآني بفيض من الأمثلة البديعة في محاسن الكلام وبديع النظم. وفي هذه المناسبة، يهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على الآيات القرآنية التي تحتوي على أحكام البلاغة بأسلوب يسير حيث أخذ المؤلف كتاب "البلاغة الواضحة" للمدارس الثانوية، (ألّفه على الجارم ومصطفى أمين) كتابا أساسيا للإتيان بالقواعد البلاغية وتطبيقها بالآيات القرآنية. وقد قُسّم الكتاب إلى ثلاثة أقسام حسب عادة البلغاء كما يلي: علم المعاني، علم البيان، علم البديع. ولكن قُدّم علم البيان على علم المعاني في هذا الكتاب متابعا منهج كتاب البلاغة الواضحة. هذا الكتاب يناسب القارئ المتخصص في علم البلاغة، لما فيه من تناول دقيق لنظاميّة أحكام البلاغة العربيّة. وهو مفيد لغير المتخصّص أيضا لأنّه يعرض الآيات القرآنية المشتملة على المفاهيم البلاغيّة عرضا متدرِّجا وميسّرا.