نظرية الدين والتدين (مفهومها، تأصيلها، وتطورها الفكري)

ظهور المصطلحات مِن أكثر ما تمّ الاهتمام به في التراث الإسلامي، ويدور العلم وتطوره حول ذلك كما أفاد ابن خلدون، وللمصطلحات دور كبير في التجديد؛ إذ تلِد تلبيةً لإشكالية واقعة. جاء الإمام الشافعي بعلم أصول الفقه لضبط المنهجية العلمية السليمة في فهم النص واستنباطه بناء على اللغة وأساليبها، وأتى الإمام الشاطبي بعلم المقاصد لبيان أنه لا يقل عن دور اللغة في الفهم والاستنباط؛ فأعاد غربلةَ علم أصول الفقه على رحى المقاصد للتقليل من الخلاف ولتوحيد الصفوف. أُتي بعلم الرجال والأسانيد: "سموا لنا رجالكم" لمــّا كثر الوضع. ظهر "علم الكلام" للذود عن العقيدة الإسلامية كما فهمه السلف، وهكذا دواليك! يأتي هذا الكتاب لبيان أن الإسلام حقيقةٌ ذات جوهرين، هما: الدين والتدين، يعتقد الكاتب أن معرفتهما مهمة للباحثين في بيان الفرق بينهما، وعلاقة أحدهما بالآخر، بل وجعلهما نقطة تحرير محل النزاع في قضايا الإسلام وغيرهم من جهة، وقضايا المسلمين فيما بينهم من أخرى، وضابط التعامل مع القضايا الجديدة، ومعيار فهم كلام العلماء من سلف الأمة، وإن كل ذلك لأمرٌ جلل. الدين والتدين يعين على معرفة الفرق بين الفعل والفاعل، بين الإسلام النظري وواقع بعض المسلمين، بين العرف والحكم الإسلامي، بين الثابت والمتغير، وبين الصورة والجوهر، وبين الشكل والمضمون، وبين المقبول والمرفوض، وغير ذلك! فما الدين وما التدين وما حكايتهما، يا ترى؟