من يمعن النظر في العلوم الاجتماعية عموماً وعلم الاجتماع خصوصاً، يجد أن هذه العلوم تعتريها إشكالات جمة، سواء في جوانبها المنهجية أو أطرها النظرية أو تطبيقاتها العملية، وقد حدثت لعلم الاجتماع عدة مراجعات سواء على مستوى النظرية أو على مستوى الجوانب التطبيقية، فالمعلوم أنه قد بدأ موسوعياً على يد (كونت)، ثم حددت مجالاته بصورةٍ أكثر دقة على يد (دوركايم)، الذي وضع له قواعد منهجية في كتابه (قواعد المنهج في علم الاجتماع)، وسادت عليه في فترة من فتراته الأولى النزعة التطورية ذات الخط الواحد، وعمليات المماثلة العضوية، ثم الوظيفية والبنائية الوظيفية ونظريات الفعل الاجتماعي…. الخ. وتعددت مدارسه واتجاهاته الفكرية، كما ساد خلاف كبير بين علم الاجتماع الغربي المحافظ وعلم الاجتماع الراديكالي والذي تبنّاه الاشتراكيون إبان الثورة الشيوعية. وهذا الأساس المادي المشترك في كل من الاتجاهات السابقة علاوة على اختلافاتها الداخلية التي تناولناها آنفاً، يتناقض مع الأبستمولوجيا الإسلامية، من حيث أن الإسلام في نظريته المعرفية يعتبر بكل من عالم الشهادة المحسوس (الكون) وعلم الخبر (الوحي)؛ إذ أن الإسلام قائم على وحدة الحقيقة، وهذه الوحدة مستمدة من وحدانية الله المطلقة، ووحدة الحقيقة المطلقة تفرض أنه لا يوجد تعارض بين الحقائق الواقعية وما يأتي به الوحي ،وهذا يدلل على اختلاف كلاً من هذين الاتجاهين عن قيم وطبيعة المجتمع
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-96775-5 |
ISBN-10: |
3330967757 |
EAN: |
9783330967755 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
طارق الصادق |
Nombre de pages: |
192 |
Publié le: |
02.09.2019 |
Catégorie: |
Sociologie |