الإسلام بين منظوراته التراثانيّة التقليدية والحداثيّة البروتستانتية

يتضمن هذا الكتاب: مناقشات لقضايا النهضة والصحوة والتسامح والكراهية، عند إبراهيم الكوني عبد الله الغذاّمي محمد شحرور وعدنان السيّد أنموذجا، فلكلّ مفكّر من هؤلاء مقاربته المتفرّدة في دراسة التطرّفات البروتستانتية، وقد تمّ اختياره عنوة لتسليط الضوء على المسؤوليات التاريخية للنخب العربية حيال ظاهرة الإرهاب والعنف المسلح، في صراع الأيديولوجيا والميثولوجيا، المدينة والبرية، الإسلام التقليدي والحداثة، الجمال والظلام، يقدّم كلّ منهم أسبب ظهور جيل الغضب ونزعته الاحتجاجية، فنحن ضحايا عصر البروتستوكراسيات الجديدة التي ساهم الغرب في تأسيسها عندما سمح للأيديولوجيا بسلب الحرية. اشتغل شحرور على موضوعة الإرهاب ولم يكن يعلم أن سوريا هدف دوليّ للتقسيم وقتل الإنسان، كما يستمر الغذامي في مقاومة النزعة المحافظية المتشدّدة بصدر عار في المملكة العربية السعودية، ويرفض الكوني دفن الأسلاف للأخلاف في ليبيا مدافعا عن حقّ الذريّة في المستقبل ورفض العدميّة، أما عدنان السيّد فلا يزال مشروعه الفكريّ الضخم مفتوحا للبحث عن حلول ناجعة تحلّ مشكلات الغضب والاحتجاج الكبير الذي يعرفه الإسلام المتهم بعجزه عن استيعاب الحداثة. حين تقرأ هؤلاء المفكرين العرب سيتأكد لديك أنّ العقل العربي يشتغل، عكس ما يروّج العديد من المحبطين، فالأمة العربية في طور خطير، لكنها لن تسير مسرعة نحو الفناء، ولا بدّ لهذه العبثيّة أن تنتهي قريبا.