نظرية الدور في السياسة الخارجية الجزائرية

منذ أن نالت الجزائر استقلالها في ستينيات القرن الماضي وفي مسار تشييدها لدولة سيادية فإنها تبنت مجموعة من المبادئ التي لا تزال تحافظ عليها، لدرجة أنها توصف بالدولة الأكثر التزاما بمبادئها الراسخة وهذا في إطار العلاقات الدولية. فالامتدادات الاستراتيجية للجزائر وتعدد أبعاد انتماءاتها ليس فقط الجغرافية، بل الحضارية التاريخية والدينية، إضافة إلى عدد المنظمات الإقليمية والدولية التي تمثل فيها في عديد المناسبات والمحافل، كلها تؤكد على جملة من التوجهات والإدراكات الراسخة والتي يكفلها الدستور مثل: مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، حق الدول في تقرير مصيرها، وكذا إتباع المقاربات السلمية والسياسية لحل الأزمات والنزاعات سواء داخل أفريقيا أو خارجها، وهو الأمر الذي سعت من أجله دائما. وقد ارتبطت السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه فضائها الإقليمي بجملة من المبادئ والسمات، جعلتها تنفرد في تصوراتها ومقاربتها للظواهر الدولية بما يخدم المصلحة الوطنية التي عادة ما تتطابق وإدراكها الخاص بالوضع الإقليمي السائد، خاصة ما تعلق منها بالسيادة والأمن الإقليمي، ومن جهة أخرى العمل على احترام القواعد التي تحكم مسار العلاقات بين الفواعل الدولية. من خلال ما سبق تقديمه، في ما تتمثل الأدوار التي يمكن أن تلعبها الجزائر في سياستها الخارجية، بما يمكّنها من استعادة مكانتها المحورية في عمقها الاستراتيجي الساحلي؟.