رسالتان حول مسائل لها أبعاد مقدسة

هذا الكتاب يظهر جدلين شفويين في الفترة العثمانية، حول ماهية الأرض المقدسة، وبالتحديد هل دمشق هي الأرض المقدسة. الجدل الشفوي الأول ورد في مخطوطة صالح بن أحمد التمرتاشي الغزيّ، وهو من مدينة غزة، وهي تحت عنوان: (الخَبَرْ التّام في ذِكر حُدود الأرض المقدسة وفلسطين والشام) ننوه أن الجدل كان في مصر، بحضور رجال الحكم، فيما إذا كانت دمشق، هي الأرض المقدسة. لكن الذي يعنينا من جهة أخرى مدينة دمشق أو لفظ الشام، فقد ورد ذكر دمشق تاريخيّا ودينيّا وفق المصادر التي يعتمد وينقل منها مؤلفنا، فيورد ذكر الشام ضمن الأحاديث والروايات التي تشير إلى قدسيتها، لكن يمكن تفسير الشام بالمفهوم العام أي فلسطين وسوريا، أو سوريا أو حتى مدينة دمشق، وهذا يعني أنه ربّما لا يحدد بصراحة بأن دمشق هي الأرض المقدسة. لكن حُسن التخلص، حول تفسير ماهيّة الأرض المقدسة، نعثر عليه في مخطوطة أخرى ترجع للقرن السابع عشر ميلاديًا، وتحديدا هل دمشق هل هي الأرض المقدسة؟ لهذا الشأن ظهرت مخطوطة أخرى وهي تحت عنوان (دُرّ النّظام في مَحَاسِن الشّام) لمحمد بن حبيب وهو من مدينة نابلس، هذه المخطوطة أيضا في ظل الجدل الشفوي وبحضور حاكم دمشق، وقد تجذب نظر الباحث، لأن المؤلف نجد لديه عدم الوضوح بالنسبة لتحديد مفهوم الأرض المقدسة، فتارةً يستخدم الشام بالمفهوم الخاص أو الضيق (دمشق) وتارةً أخرى بالمفهوم العام أي نخصّ بالذكر فلسطين وسوريا.