دراسة في السرد النسوي الجزائري

تعود بدايات تجريب المرأة العربية الكتابة الأدبية عامة والروائية منها خاصة في الأدب العربي الحديث والمعاصر إلى مطلع الخمسينيات بظهور نصوص ليلى بعلبكي وكوليت الخوري وغادة السمان وليلى عسيران وغيرهن من رائدات هذا النمط الإبداعي الأدبي. وقد برزت مثل هذه الكتابات التي انبثق منها مصطلح نقدي جديد هو "أدب المرأة" أو "الكتابة النسائية" في المغرب العربي في الخمسينيات والستينيات من هذا القرن. وتعد حقبة الثمانينيات الزمن الذي شهد فيه الإبداع النسائي تأسيسه، لتكون فترة التسعينيات المرحلة التي لم تخل من علامات جودة ومؤشرات تمييز دالة. أما النصوص الروائية الجزائرية ذات التعبير العربي فإن أغلبها كتب في العقود الأخيرة من القرن العشرين مقارنة بفن الرواية عموما وبالمغربية على وجه الخصوص، هذا إذا استثنينا جهود المبدعة زهور ونيسي التي صدر لها أول عمل روائي سنة 1979 بعنوان "من يوميات مدرسة حرة"، تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن تطور آليات الكتابة السردية النسوية الجزائرية ، بعد أن تحولت الكتابة النسوية في مجال الرواية إلى ظاهرة أدبية يميزها الكثير من التفاعل الذي نتجت عنه حركة نقدية واسعة، بسبب الطابع الإشكالي لهذا النوع من إبداع المرأة الأدبي بدءا بإشكالية المصطلح الذي يلحق صفة الأنوثة به وانتهاء بسؤال الاختلاف والخصوصية قياسا على الإبداع