موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية 1945-1949

تأتي هذه الدراسة كمحاولة لربط الماضي بالحاضر، واستخلاص العبر للمستقبل، ولعل أهمية هذه الدراسة تتمثل بعدة محاور أهمها التوقيت الزمني المتمثل بالسنوات (1945-1949)، وهي سنوات يمكن أن يقال عنها مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، وكانت مقدمة للحرب العرب -الإسرائيلية التي أسفرت عن الإعلان عن قيام ما يسمى بدولة إسرائيل، وما تبع ذلك من تشريد آلاف الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم، والمحور الآخر المتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية والبحث في موقفها من هذه القضية، باعتبار أنها الدولة العظمى الأقوى تأثيراً عالمياً، والأكثر تأثراً بضغط اللوبي الصهيوني، الذي انعكس بصورة مباشرة على سير ومجريات المسألة الفلسطينية وتطوراتها. أما المحور الثالث فيتعلق بالمصدر الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة ألا وهو الصحف السورية، باعتبار أن هذه الصحف كانت مواكبة لأدق الأحداث، التي تبقي القارئ على علم أولاً بأول بها، خصوصاً بما كان يحدث في أروقة هيئة الأمم المتحدة، ومواقف الدول العظمى لاسيما أمريكا، إضافة إلى ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية على هذه التطورات. ومن هنا، فقد حرصت هذه الدراسة على تغطية الموضوع من كافة جوانبه، لإعطاء القارئ فكرة متكاملة شاملة، تجعله على علم بتطورات القضية الفلسطينية، وكيف آلت الأمور إلى ما نحن عليه اليوم، ولتصبح لديه القدرة على التحليل - حاضراً ومستقبلاً - استناداً إلى هذه المعلومات.