شعرية المبتذل في قصيدة النثر

ما انفكّت المقاربات الأدبيّة والا تّجاهات ال نّقديّة على اختلافها وتنوّعها تخوض في قضيّة ميّزت مرحلة الحداثة، فملأت الدّنيا النقد وشغلت المهتمين بالأدب، ونعني قضيّة الشّعريّة. ذلك أنّ النظرة القديمة قد رسمت لها حدودا ثابتة وقوانين صارمة، لم يكن للشّاعر سوى الخضوع لها، والتّصرّف من داخلها، حتّى بدا كالراقص في أغلاله الذّهبيّة. وما إن حلّ عصر الحداثة حتّى تهاوت الجدران القديمة، وساد الشّكّ، وحلّت الثّورة على الأوزان والبحور والأغراض والصّور، وليحلّ محلّها الإيقاع والرؤيا، واعادة تشكيل العالم من أنقاضه، والاستناد إلى تجربة الشّاعر وعالمه الخاص.