ومضات بين الخلق والمذاهب الطبيعية

يتناول هذا الكتاب موضوع الخلق وما يرتبط بهذا المصطلح من مفاهيم تتعلق بوجود الخالق وبمعنى أن الكون وما فيه من خصائص ونظم وتوازنات قد ظهر نتيجة القصد والعلم والقدرة وقد وضع ذلك مقابل الصدفة كحدث يقع عفوياً بدون أية غاية وكيف يرتبط هذا المفهوم بالمذاهب الطبيعية وبمعنى بأي حركة أو اتجاه فلسفي أو فكري يعزو ظهور الكون أو الإنسان إلى أسباب طبيعية محضة، أما عن الطبيعة وهي كلمة ستتكرر عبر ثنايا هذا العمل فيقصد بها ذلك المجال القابل للملاحظة والرصد والذي يتمدد فيه الكون منذ ظهوره وحتى هذه اللحظة. يخلص الكتاب إلي أن الأدلة علي وجود الخالق هي أدلة شرطية ومركبة وهو ما يؤكد علي الخلق وينفي الصدفة عن نشوء الكون والكائنات. إن فكرة هذا الكتاب تقوم على أن الكون وقوانينه الفيزيائية والتي سمحت وفي مراحل أخرى بظهور الحياة ونظم الكائنات وقوانينها الحيوية والتي أفضت في لحظة فارقة من عمر الكون إلى ظهور الوعي الإنساني، هي جميعها مراحل متسلسلة ومتتالية ومركبة وبمعنى يعتمد تصاعدياً إحداها على الأخرى وبصورة مطلقة ولذلك فإن فكرة هذا العمل لا تقوم على تتبع دليل الخلق من خلال مظاهر وآيات مختلفة في الكون بقدر ما تؤكد على أن كل ذلك مقصود ومحكوم بالغاية وفي توليفة موجهة تشهد بالخلق وبالوجود الإلهي لا بالصدفة.