ثقافة التسوق لدى الساكنة الحضرية بالبلدان العربية: التحولات والتمثلات

لقد أصبحت الأبعاد الاجتماعية والسلوكية للسكان الحالية والمرتقبة تشكل مرجعية ضرورية في وضع المخططات الحضرية ومن بين هذه الأبعاد التي يجب التفكير فيها فهم رغبات الناس وتحديد عاداتهم الاستهلاكية، حيث يلعب المستهلك الدور الرئيسي في دينامية الدورة التجارية وكذلك خلق رواج تجاري هام للمنتوجات والسلع كما تبرز مكانته أيضا في الدفع بالوحدات الإنتاجية إلى مواكبة التطور والتجديد الذي تعرفه أهم المدن التجارية حيث يبقى أسلوب التعامل مع المستهلك وطرق التسيير والتنظيم وكذا التحديث من ابرز العوامل التي تساعد على حركية البنيات التجارية وانفتاحها على العالم الخارجي، وهذا ما أدى إلى تحولات جذرية على الممارسة التجارية.فالمساحات الكبرى ساهمت في تغيير سلوك المستهلك الفاسي وتحويل المجتمع من إطاره الاقتصادي التقليدي إلى مجتمع استهلاكي بفرض الحاجة المتزايدة للتنويع، والحاجة إلى الأمن، والحاجة إلى النظافة، والمطالبة بالجودة، حيث يفسر ذلك بالتأثر بالثقافات الغربية والميولات النفسية وتغير طرق العيش وأنماط التفكير والتخلي عن 'القفة'والاعتماد على العربات المجرورة وهي مسالة مرتبطة حسب التفسير السوسيولوجي بحالة سيكولوجية جديدة من الاستهلاك.