دراسة نقدية لمصادر المعرفة عند ابن تيمية

إنّ الرؤية الكونيّة والآيديولوجيّة في كلّ مدرسة فكريّة عقديّة تبتنيان على "نظرية المعرفة". والفرقة الوهّابيّة السلفيّة لها اتّجاه خاص في الإسلام، وهي قائمة على آراء ونظريّات ابن تيميّة، ونحتاج لفهم نظريّاته إلى فهم آرائه في نظرية المعرفة، ولا يمكن النقد على نظريّاته إلا من خلال النقد على نظريّاته في علم المعرفة. إذن هذه الرسالة تدرس رأي ابن تيمية في مصادر المعرفة، وتجعله مورد الدراسة والنقد. والمنهج الذي يعتمد عليه الباحث خلال دراسته هو المنهج الوصفي التحليلي. وصلنا من خلال البحث إلى أنّ ما هو المحسوس والمتخيّل هو الموجود، وما ليس بمحسوس فلا وجود له. ويُرجِع العقل والخيال والوهم إلى الحس. فالمعرفة الحسّية هي المحور الأساسي عنده، ولها أهميّة كبرى. يظهر من ذلك أنّ أساس المعرفة هو الحس عنده. ويرد عليه بأنّه كيف وصل إلى هذه النتيجة؟ هل ملاك هذه القضية هو الحس أم التجربة؟ لا، بل العقل هو الملاك، ومن أيّ حسّ من الحواس الخمسة يدرك الصورة الذهنيّة؟ ويؤكِّد وجوب تقديم الشرع على العقل عند تعارضهما، لأنّ العقل مصدّق للشرع في كل ما أخبر به، والشرع لم يصدّق العقل في كلّ ما أخبر به، ولا العلم بصدقه موقوف على كلّ ما يخبر به العقل. يشكل عليه بأنّ الشّرع لا يثبت وجود واجب الوجود، بل إنّما العقل يثبت وجوده قبل الشّرع.