الإعلام الجديد وتداعيات الموجة الاتصالية الإلكترونية الرقمية المعاصرة

وللأسف الشديد وبعد هذا الانتشار السريع والمذهل سرعان ما خاب أمل قادة الرأي والنخب المثقفة.. في هذه الوسائط التواصلية الجديدة، التي كان من المفترض بها وبمستخدميها أن تكون لهم وسائط خير يتفاعلون ويتأثرون بها تأثرا إيجابيا، وتسهم في رقيهم وتطورهم ومجتمعاتهم، فانقلبت تغتال كل ما عندهم من: جميل وقِيَمٍ وَمُثُلٍ ومبادىء وأخلاقا وتقاليدَ عريقةٍ، وقدرة على صناعة حاضر ومستقبل حسن أو مقبول. بل أصبحت أرضية خصبة وسهلة ورخيصة وميسرة للشائعات والتجاوزات والخرافات والأباطيل، وصناعة الصور الذهنية التي يتم من خلالها وضع "مرشحات ذهنية" لسمات ومعالم وضوابط تصور وتقرير الأحكام والقرارات لدى فئات المستخدمين لها من الفئات العريضة ولاسيما من الشباب العربي والمسلم.. وصارت مسرحا للجريمة المنظمة والعابرة للحدود والمخترقة للحواجز الجمركية والأمنية.. ما يُهدد الأمن القومي للأفراد والمجتمعات، بل وما يُشكل تهديدا مباشرا ومدمرا للبشرية جمعاء، كاستخدامها من قبل الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية والخارجة عن القانون في تنفيذ جرائم إلكترونية لا عهد للبشرية بها، إذْ صارت الشبكات الإلكترونية وسيلة ناجعة للجريمة المنظمة، بحيث صار المجرمون يتسترون تحت غطاء الفضاء الإلكتروني اللامع والجميل ، بما توفره لهم من أمان وسرية وسرعة وفاعلية، كتجنيد الشباب العربي والمسلم في شبكات الإرهاب والإجرام الدولي.