أعلام الدعوة الإسلامية في الجزائر ومؤسساتها

اجتمعت جملة من العوامل لتجعل من شخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس شخصية ثرية، قلّ أن يتكرر نظيرها في التاريخ الإسلامي، فهو عالم صلب متمسك بعقيدته، جريء شجاع مقدام متمرس هصور، متواضع، ثائر، خطيب مؤثر، حكيم رصين قوّال، حليم سياسي محنك.. إنه من مجددي إسلام هذه الأمة التي كادت تندثر.. وقد قال فيه الشيخ العربي التبسي: ((.. إن الرجال لا تسجل أنسابهم ولا صورهم ولا أموالهم في سجل الإنسانية وشرائعها ورجالها، وإنما تسجل عقائد الذين غرسوا عقائدهم في نفوس الناس، وإنما تسجل أعمال الذين أخرجوا الناس من فوضى اجتماعية إلى نظام اجتماعي توارثته الإنسانية بعدهم. إنما تسجل عبقرية أولئك الذين حاموا على الإنسانية حين امتهنت واعتدى عليها فراعنة العنصرية، وجبابرة القوة المادية، وإنما تسجل المبادىء التي تفيء إلى ظلها الإنسانية حين تطغى عليها الجوائح التي تجتاح الناس بسوط عذابها ولهيب نيرانها. والذكرى إذا أقيمت لشخص له في عروق هذه الصالحات نسب كانت تلك الذكرى اعتراف لتلك الشخصية بأن لها في عنق القائمين بهذه الذكرى نعما ومننا، شكرها له بإقامة الذكريات هو أقل حق له عليهم يؤدونه له. وعبد الحميد رحمه الله جدير بأن تقيم له الأمة الجزائرية الإسلامية العربية الذكرى. وجدير بأن يعد من أولئك الذين سجل لهم التاريخ جهودا تؤهلهم للحاق بالشخصيات المعترف بمزاياها..))