اساسيات الاقتصاد القياسي في النظرية والتطبيق

أن الناظر المتفحص بعين التأمل والاعتبار يجد أن هناك نقصاً وخللاً ما في العجلة التعليمية ، فهي دائرة منذ زمن طويل في حلقة مفرغة ، ما زلنا نراوح مكاننا في باب المكتشفات والمخترعات المهمة المؤثرة، وما زالت الأبحاث العلمية الرصينة تنقصنا وما زلنا في حاجة ماسة إلى خبرات الاخرين. ولا ريب أن من شروط الرقي أن تستغني الأمة بنفسها وقدراتها عن غيرها من الأمم إلى حد كبير، وهذا لا يتم إلا ببناء مواردها البشرية بناءاّ علمياً سليماً عن طريق مراجعة مناهجها العلمية والتعليمية مراجعة صادقة تعود عليها بالنفع.ان حاجة المكتبة العربية الى مراجع في الاقتصاد الكمي دفعتني للتأليف في هذا المجال الذي نطمح أن يكون منفذا من منافذ المعرفة باستعراضه للطرائق الحديثة في القياس الاقتصادي ، هدفنا من هذا الإسهام المتواضع إضافة لبنة، نطمح في أن تتلوها لبنات أخرى من أصدرات مشابهة، لأجل ترسيخ ثقافة علمية معاصرة، تهيئ أوطاننا للتعامل مع ما يجري، بلغة جديدة، تضيف ولا تتفرج، تسهم ولا تقف فقط عند حدود الانبهار ، تقرأ العصر وتعيشه وتحاوره بندية، وتظل في قلبه، فاعلة ومتفاعلة، قادرة وكفوءة.