مقاربة موضوع النظرية السياسية يحتاج كمحاولة تفسيرية إلى تفكيك المصطلح إلى مفردتين: النظرية، والسياسة، ثم القيام ببنائه من جديد، فلا تُفهم النظرية السياسية إلا إذا عرفنا ماذا تعني كلمة نظرية أولاً، ثم ماذا تعني كلمة سياسة ثانياً. ولكن قبل القيام بعملية التفكيك ثم التركيب، لابد من الإشارة إلى أن مصطلح النظرية السياسية حمال أوجه،حاله حال المصطلحات والمفاهيم في العلوم الاجتماعية والسياسية، بمعنى أن الناس وحتى المختصين في العلوم السياسية يفهمون المصطلح انطلاقاً من خلفياتهم الفكرية والمذهبية وأحيانا بما يتوافق مع مصالحهم. بالرغم من الرحلة الطويلة والشاقة التي قطعتها العلوم الاجتماعية – بما في ذلك علم السياسة – في مجال ضبط مفاهيمها ومقولاتها ومحاولتها التشبه بالعلوم الطبيعية، إلا أنها مازالت بعيدة عن الوصول إلى درجة الدقة والضبط في العلوم الطبيعية. وهذا يعني أن ما يقصده باحث ما بالنظرية السياسية قد لا يكون هو نفسه الذي يعنيه باحث آخر، فما اعتبره أنا نظرية قد لا يعتبره آخرون كذلك، مثلاً كان الماركسيون يطلقون على مذهبهم اسم النظرية العلمية، فيما آخرين كانوا يسمونها الفلسفة الماركسية، وشتان ما بين النظرية العلمية والفلسفة، ومع ذلك فقد توافق علماء السياسة على عناصر يمكن في حالة توفرها في منظومة فكرية ما أن تُنعت هذه المنظومة بـ "نظرية سياسية".
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-80319-0 |
ISBN-10: |
3330803193 |
EAN: |
9783330803190 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
إبراهيم أبراش |
Nombre de pages: |
284 |
Publié le: |
30.01.2017 |
Catégorie: |
Théorie politique et L'histoire des idéologie |