تطوير الأداء الحكومي

بعد ثورة هي الأعظم في تاريخ البلاد أبهرت العالم ونالت إعجاب الجميع وأصبحت مصدر فخر لكل تونسي بل لكل عربي بل لكل أحرار العالم، وبعد أن علا سقف الطموحات عند كل تونسي أملا في الوصول إلي مجتمع أساسه العدل وشعاره الحرية ولحمته الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، ولكننا ولأسباب ليس من الحكمة الخوض فيها، أصبحنا بعد أكثر من ست سنوات من هذه الثورة الرائعة أمام وضع لا يليق بطبيعة التونسيين. انقسم التونسيون-للأسف- فئتين وفريقين (وعند وقوع الواقعة بينهما يكون نصيب الشعب" الذى لا ناقة له ولا جمل فى الواقعة " التشرد) كأنه لا يجمع بينهما تاريخ عريق وتجارب عميقة و أرض للجميع. لكننا علي ثقة تامة بأن التونسيين أصحاب حضارة علّمت البشرية البناء لا الهدم والعمل المشترك لا التفرق المذموم "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" فكما أن النزاع يؤدي حتما للفشل، فإن الصبر علي الاختلاف مَعْبَر للنجاح. من هذا المنطلق ومن هذه الثقة في معدِن التونسيين شعبا حضاريا أصيلا نتقدم بهذا الكتاب، نرجو أن تلتقي عليه العقول وتتآلف به القلوب والنفوس ويُتجاوز به هذه اللحظة العصيبة.