المجتمع المدني والديمقراطية في عصر العولمة

يقدم هذا الكتاب قراءته لقضايا المجتمع المدني والديمقراطية في عصر العولمة في ظروف الواقع العربي وأزماته من منظور سياسي جملة وتفصيلا، ويقارب موضوعه من جوانب متعددة ومتنوعة بقدر ما هي متصلة ومتداخلة ومتفاعلة أيضا، لذلك، كانت لكل دراسة من دراسات الكتاب فرضيتها الخاصة، مثلما كانت للكتاب كله فرضيته العامة، بما يعكس الطبيعة المركبة لدراسته التي تجمع بين التشابه والاختلاف من جهة، والاتصال والانفصال من جهة ثانية. وإذ نؤجل عرض الفرضيات الفرعية ليطلع القارئ عليها، كل منها في سياق الدراسة الخاصة بها، فلا بد أن نعرض هنا الفرضية العامة للكتاب ومفادها: "إن تطبيق المشاركة السياسية الشعبية، أو نظيرتها الديمقراطية، يجعل علاقة الارتباط والتفاعل بين المجتمع والسلطة السياسية شرعية وإيجابية، لأنه يسمح بممارسة المجتمع لحقه ودوره في الحياة السياسية، بما يضمن تمتع السلطة الحاكمة بالشرعية والاستقرار، ونجاح السياسات التنموية" وسيكون إثبات الفرضية العامة للكتاب أو نفيها جزئيا أو كليا، محصلة للمجموع الكلي المتفاعل لنتائج إثبات الفرضيات الفرعية لدراساته أو نفيها جزئيا أو كليا.