رسائل شهاب الدين الحلبي (ت 725هـ) اتجاهاتها الموضوعية وسماتها الفنية

تقديم هنالك صفحات في التاريخ العربي والاسلامي تشكل موروثا مثقلا بالابداع وان قل أو ندر الحديث عنه لاسباب تتعلق بواقع فرض جزءا كبيرا من محدداته وهيمن فيه ما ساد من قوة أو غلبة حتى انطوى في زوايا التاريخ لا يفتش عنه أحد ولا هو قادر ان يضيئ ما حوله لشدة العتمة وغياب الباحث المنقب عن اسرار هذه المكنونات الغائرة في التاريخ الذي اغفل أشياء تستحق الوقوف عندها فهي مرآة حالة الناس الثقافية ، وهي كاشفة عن المضمر من القول بعد البوح عما تعانيه من زحمة الحياة في مجتمع غاب عنه الراعي وتغلبت عليه غيوم الجهل فضاع من التراث شيئا كثيرا فيه من الفن ما يبهر ومن الاداء الابداعي ما يعجب ، غاب في زحمة التاريخ فمر عليه بعض الباحثين منوهين لا كاشفين وشارحين ، فلا هو ساطع حتى يجذب الابصار ولاهو خاف حتى يهمل ، وضمن هذا التوصيف ،كنا نسير بين المهمل والمسكوت عنه وبين المشاع والردئ والمختفي الرائع ، ففتشنا في التراث واستوقفنا هذا الجهد لهذا الرجل الذي كان كاتب زمانه ، اليه يشار والى فنه يسعى المقلدون ، فوقفنا عند علم من أعلام التراث الادبي العربي في القرن الثامن الهجري ، إذ يقول من كتب عن حياته أنه شهاب الدين بن محمود الحلبي الكاتب الالمعي المتوفى سنة( 725هـ) في بلاد الشام ولذلك كله ولعشق في النفس للفن الادبي والنثري خاصة وقفنا دراستنا على رسائل شهاب الدين الحلبي محللين موضوعاتها وسماتها الفنية