كل قراءة تأويل. مادامت كل قراءة تصدر عن موقف ورؤية ، حين تموضع النص نظريا ضمن منظور معين. وبهذا المعنى التأويلي نفهم قولة ألتوسير لا توجد قراءة بريئة ،لأننا كلنا مذنبون في القراءة. و"سوء القراءة"، أي عدم براءتها، نفهمه بالمفهوم التأويلي الإيجابي، الذي يعني استحالة وجود قراءة بريئة، منزهة عن سياسات التأويل ومصالحه الدنيوية ، وبالتالي استحالة وجود قراءة أحادية تدعي نزاهة الحقيقة، متعالية على شروط سياقاتها المعرفية والثقافية والاجتماعية، وغير "ملوثة" - بتعبير .إدوارد سعيد - بدنيوية المصالح والسلطة والموقع إن سوء النية التأويلي هو ما يميز القراءة المنتجة باعتبارها فعلا تأويليا حفريا، ينتهك سلطة النص، بالحفر في المسكوت عنه، لأنها تفترض أن نوايا المؤلف لا تطابق بالضرورة مقاصد النص، وبذلك تنتهك سلطة المؤلف في فرض الوصاية على مجال تلقي النص وتداول دلالاته . بالمقابل هل توجد قراءة نزيهة "تصدر عن حسن النية؟ ولكن ما معنى حسن النية عندما يتعلق الأمر بالقراءة؟ " إذا كان كل قارئ يقرأ النص انطلاقا من موقع معين (سلطة /طبقة/ عرق/ جندر ..)، وفي ضوء الشروط الممكنة التي يتيحها سياق القراءة . ليس المهم ما يقوله المؤلف، مادام النص لا يصرح بكل علاماته، وما دامت كل علامة تحيل على علامة في سيرورة معقدة و متجددة بتجدد سياقات القراءة. في دورتها يتجدد النص ويعيش أكثر من حياة.
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-3-330-84974-7 |
ISBN-10: |
3330849746 |
EAN: |
9783330849747 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
محمد بوعزة |
Nombre de pages: |
148 |
Publié le: |
07.03.2017 |
Catégorie: |
Langue et Sciences littéraires |