فلعل من نافلة القول التأكيد على ان الدولة العثمانية قد بلغت في عهد السلطان محمد الفاتح أوج قوتها حينما قوضت أركان إمبراطورية عتيدة(الإمبراطورية البيزنطية) ، تلك الإمبراطورية التي شكلت تحديا لمختلف القوى السياسية في المشرق عبر العصور التاريخية ، فأصبحت وجها لوجه أمام الغرب الذي استفاق للخطر القادم من الشرق ، اذ وجد الغرب نفسه أمام دولة غدت عمليا محوراً للسياسة العالمية ، والملاحظة الجديرة بالتنويه ان معظم الدراسات العربية التي كتبت عن الدولة العثمانية في عهد السلطان محمد الثاني ، قد انصرفت الى دراسة مسألة فتح القسطنطينية دون التركيز على الجوانب الأخرى من تاريخ الدولة العثمانية في عهد السلطان الشاب الذي استحق بجدارة لقب "الفاتح" ، لاسيما تلك الجوانب المتعلقة بسياسته تجاه القوى المحلية في بلاد فارس والأناضول وبلاد الشام ، فضلا عن سياسته الداخلية وتعامله مع المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها أحداث ما بعد فتح القسطنطينية ، كما أغفلت هذه الدراسات التطورات الإقليمية وانعكاساتها على الدولة العثمانية ، لذا كانت رغبتي في متابعة هذه المسائل حافزا في اختياري للحقبة (موضوع الدراسة) . في حين كان إلمامي باللغة التركية عاملا آخر دفعني الى اختيار هذا الموضوع ، لما للمصادر المدونة في هذه اللغة من أهمية معتبرة ؛ اذ بدونها تبقى الدراسة غير متكاملة الجوانب .

Book Details:

ISBN-13:

978-3-330-96531-7

ISBN-10:

3330965312

EAN:

9783330965317

Book language:

عربي

By (author) :

ضياء عباس

Number of pages:

360

Published on:

2017-05-19

Category:

History