الأمية والمواجهة العلمية

إذا تم التسليم بأن الأمية مظهر من مظاهر التخلف، فإن محوها ينبغي أن يصبح جزءاً لا يتجزأ من كل مشروع يهدف إلى تنمية البلاد وتطويرها، بحيث يصبح الإنسان خير سند لتلك التنمية. والمطلوب بالفعل القيام بثورة شاملة في نظم ومفاهيم التعليم والتثقيف العام في كل مستوياته، ابتداءً من محو الأمية إلى التعليم الأساسي والعام والفني والجامعي إلى البحث العلمي، وتوسيع قاعدة تعلم الكبار، وابتكار أنماط وأشكال متنوعة تسعى في مجملها إلى تحقيق مبدأ التنمية الشاملة. وتعد استراتيجية محو الأمية وتعليم الكبار من الاستراتيجيات الهامة للتنمية، وينبغي أن تنطلق أهداف تعليم الكبار من أهداف خطة التنمية في المجتمع إذا أريد لهذا النوع من التعليم أن يؤدي دوره بالشكل السليم، ولكي يكون ناجحاً ينبغي أن يكون نابعاً من احتياجات وتطلعات المجتمع مدركاً للاتجاه الذي يرغب المجتمع أن يتحرك فيه وأن يستفيد إلى أقصى حد من مختلف المؤسسات والهيئات والإمكانات القائمة المتاحة .ولا جدال بأن حل مشكلة الأمية تشكل الأداة المفتاحية لحل كثير من المشاكل الاجتماعية العالقة في البلدان النامية، كالفقر والبطالة وارتفاع معدلات الإجهاض ووفيات الأطفال وانتشار الجريمة والعنف وغيرها.