تقوم فكرة هذا البحث على بيان أثر القرابات القريبة للإنسان على الجرائم والعقوبات في الفقه الإسلامي, حيث يلاحظ اختلاف فى الفعل المكون للجريمة بين الأقارب بمقارنتة بمثله بين الأجانب. وفي القرآن الكريم إشارة إلى ذلك في جريمة الزنا حيث وصف الله تعالى زنا المحارم بأوصاف أبشع وأكبر من وصف الزنا بغير المحارم وذلك في قوله تعالى :- وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلا - [سورة النساء: 22]. فوصف زنا المحارم بأنه فاحشة ومقتًا وساء سبيلا, في حين وصف الزنا بصفة عامة بأنه فاحشة وساء سبيلا وذلك في قوله تعالى : - وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا - سورة [سورة الإسراء:32] وهذا يعني وجود فرق بين تجريم الفعل بين الأقارب عنه مع غير الأقارب, فوصف الجريمة مع الأقارب أشد وأغلظ، وكذلك عقوبتها تكون أشد من عقوبة الزنا مع غير الأقارب. وهكذا في جرائم الحدود والجنايات على النفس وما دونهاجعل المشرع الحكيم للقرابات أثرًا على الجريمة، ومن ثم على العقوبات الواجبة عليها، وهذا الأثر يختلف من جريمة لأخرى إيجابًا أوسلبًا كما يختلف نوع الأثر بحسب درجة القرابة وقوتها، فالقرابة المؤثرة في جريمة الزنا تختلف عن القرابة المؤثرة على جريمة السرقة.
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-613-9-42797-0 |
ISBN-10: |
6139427975 |
EAN: |
9786139427970 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
حسن السيد خطاب |
Nombre de pages: |
364 |
Publié le: |
25.10.2021 |
Catégorie: |
Religion / Théologie |