فقد شغل علم الكلام حيزاً واسعاً من الدراسات الإسلامية قديماً وحديثاً، وصيغت مناهج العقيدة في جامعاتنا ومعاهدنا العليا، بل في مدراسنا - في أغلب الحالات - وفق أساليب المتكلمين في تقرير العقائد، ولمّا كانت هذه الأساليب قد أخذ عليها العلماء مآخذ كثيرة، لاعتمادها على العقل في تقرير العقائد، بعيداً عن منهج القرآن الكريم، كان لا بد من بيان حكم الاشتغال بعلم الكلام، ليتبين لمن سلكوا طرائق المتكلمين في تقرير العقائد أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر؛ لأنه لا يقود إلى اليقين، بل إن السالكين في طريقه قد تراجعوا عنه كما سيظهر لنا فيما بعد. ومن هنا فإن أهمية هذه الدراسة تأتي توفيراً لجهود المختصين في صياغة مناهج العقيدة في العالم الإسلامي من أن تبدد فيما لا يفيد، فضلاً عن أنها تلحّ عليهم بلزوم اتباع منهج القرآن الكريم في تقرير العقائد، وفي ذلك صيانة للجيل المسلم من الانزلاق في طرق بعيدة، على الرغم من ادعائها لزومه والدفاع عنه. والذي دعاني للكتابة في هذه المسألة ما رأيته من كتب كثيرة تغصّ بها مكتباتنا في الجامعات والمعاهد وغيرها، ولكن هذه الكتب - في أغلبها - تترسم مناهج المتكلمين في تقرير العقائد، فيظن طلبة العلم أن هذا التقرير هو منهج القرآن، والقرآن منه براء.
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-613-9-43125-0 |
ISBN-10: |
6139431255 |
EAN: |
9786139431250 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
عبدالكريم عبيدات |
Nombre de pages: |
124 |
Publié le: |
24.04.2019 |
Catégorie: |
Religion / Théologie |