قضايا معاصرة في الإعلام والإتصال

تعد علوم الإعلام والإتصال ميدانا معرفيا متعدد التخصصات والمقاربات النظرية والإجراءات المنهجية، ويعود سبب ذلك إلى تعقد الظاهرة الإعلامية والإتصالية وتشعبها، وارتباطها الشديد بمختلف أوجه النشاط الإنساني، وحضورها الحتمي والمزمن في حياة الكيانات بمختلف أشكالها، سواء كانت فردا أو جماعة أو مؤسسة أو دولة، أو حتى آلة، ونتيجة لتجذر السلوك الإعلامي والإتصالي في حياة الإنسان المعاصر وصلته الوثيقة بمختلف الظواهر المجتمعية، فقد نشأت علاقة وطيدة بين علوم الإعلام والإتصال ومختلف العلوم الإجتماعية والإنسانية الأخرى، مثل علم الإجتماع وعلم النفس والعلوم السياسية وعلوم اللغة... إلخ، بل وحتى بينها وبين العلوم الطبيعية والتقنية كالطب والبيولوجيا والرياضات...إلخ، فضلا عن علاقتها اللصيقة بالفنون، مثل الفنون السمعية والبصرية. إن تغلغل الظاهرة الإعلامية والإتصالية في جميع مناحي الحياة المعاصرة، وامتدادها اللامحدود في الزمان والمكان، وفلسفتها متعددة الإشكاليات، وضعها في مركز اهتمام الباحثين في مختلف التخصصات، مما جعل أدبيات علوم الإعلام والإتصال والكتابة حولها تتسم بتداخل المواضيع وتعددها، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب الذي هو في الأصل مجموعة من الأوراق البحثية المتفرقة في علوم الإعلام والإتصال تم تجميعها، تتناول بالتحليل عدة مواضيع مثل الإتصال التفاوضي، الإتصال القيادي ... وغيرها.