الريادة المؤسسية وأثرها في الأداء المنظمي

أصبحت بيئات الأعمال الحديثة أكثر تعقيدا ودينامية تنتابها المنافسة الشديدة، نتيجة للعولمة والتطور السريع لتكنولوجيا الإنتاج والخدمات، مما أحدث تغييرات جوهرية في نمط الإنتاج، وأدركت منظمات الأعمال أن بقاءها واستمراريتها تستلزم الاهتمام بالتوجهات الريادية للموارد البشرية التي تمتلك المهارات والقدرة على الإبداع والتغيير كي تتمكن من الصمود في وجه التحديات السوقية وتحقيق أداء أفضل من خلال التكيف مع المستجدات الحديثة وتحقيق الميزة التنافسية المستدامة لمنظمات الأعمال، وبدونها قد لا تكتب الاستمرارية لأي مشروع اقتصادي. ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة في التعرف إلى أبعاد الريادة المؤسسية المتمثلة في الإبداع والاستباقية والميل للمخاطرة والمنافسة الهجومية والاستقلالية، وما يمكن أن تحدثه من أثر في الأداء المنظمي والذي تتمثل بعض عناصره في الإبتكار ورضاء الزبائن والحصة السوقية والمسؤولية الاجتماعية. بالإضافة إلى ‏تحديد ما إذا كانت العوامل التنظيمية المتمثلة في الإدارة الداعمة والهيكل التنظيمي ونظام المكافآت وتوفر الموارد والثقافة التنظيمية كمتغير وسيط، يمكن أن يفسر العلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة.