على المستوى الفلسفي ربط الفيلسوف ( باسكال ) بين الحقيقة والعنف . إذ اعتبر ثمة صراعا خالدا ومفتوحا بينهما . إذ لا تستطيع الحقيقة القضاء على ظاهرة العنف في الوجود الإنساني , ولا يستطيع في المقابل أيضا العنف من حجب أنوار الحقيقة . فمهما تجلت الحقائق الذي يبحث عنها الإنسان , ستبقى ظاهرة العنف , و سيمارس من أجل الدفاع عن مبدأ وأفكار وعقائد . ومهما اكتشف الإنسان خطر ممارسة العنف ومتوالياته على الإنسان والوجود , فإنه سيمارس بذات الذهنية أي الدفاع وتعميم القناعات والأفكار والعقائد . وبالتالي على حد تعبير الفلاسفة ثمة ملازمة بين ظاهرة العنف بكل مستوياتها ودرجاتها وبين الوجود الإنساني . فلم تخلو أي جماعة بشرية من استخدام العنف سواء في إطار الدفاع أو التوسع والتعميم .وما يستطيع أن يقوم به الإنسان أزاء ظاهرة العنف الملازمة لوجوده , هو ضبطها والتقليل من مساحة استخدامها وتربية الناس بطريقة مضادة للعنف ,بحيث يصل الإنسان إلى مستوى ينبذ فيه العنف واستخدامه على المستوى النفسي والعملي . والملفت للنظر على هذا الصعيد أنه مع التقدم العلمي والتقني الهائل الذي حصل عليه الإنسان اليوم , إلا أن التقدم العلمي الهائل لم يمنع الإنسان من استخدام العنف ضمن استهدافاته البدائية والأولية , بل على العكس من ذلك . أي أن التطور العلمي والتقني اليوم استخدم لتطوير آليات ممارسة العنف في الوجود الإنساني...

Détails du livre:

ISBN-13:

978-620-0-07442-3

ISBN-10:

6200074429

EAN:

9786200074423

Langue du Livre:

عربي

de (auteur) :

محمد المحفوظ

Nombre de pages:

172

Publié le:

18.12.2019

Catégorie:

Sciences politiques