برنارد لويس والبعد الفيلولوجي لظاهرة الثورة في العالم الاسلامي

ان القيمة الحقيقية بالنسبة للمؤسسة الاستشراقية في الغرب لا ترتبط بالجهود الاكاديمية التي قدمها ابناء هذه المؤسسة والذي ينعكس من خلال ذلك الرصيد العلمي الهائل الذي قدمه المستشرقين كما يعتقد البعض بقدر ما يرتبط بالهدف الاساسي الذي تمخض عن ولادة هذه المؤسسة او الذي برز اهميتها مع مرور الوقت. فالاستشراق يعد اكثر المؤسسات الاكاديمية في العالم الغربي ارتباطا وصلة بالمؤسسة السياسية للدول الغربية، اذ تدين المؤسسة السياسية الغربية للمستشرقين بالخدمات التي قدمها هولاء على صعيد التقدم بقرارهم السياسي في بلادهم؛ لاسيما في فترة تصاعد المد الاستعماري الغربي على العالم الشرقي وبالاخص الاسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين. والمستشرق برنارد لويس يمثل احد اقطاب او اعلام المؤسسة الاستشراقية ومن الشخصيات الاكاديمية في العالم الغربي ممن تدين له المؤسستين الاكاديمية والسياسية؛ لاسيما البريطانية والامريكية بجهوده البحثية المضنية عن العالم الاسلامي. اذ استطاع هذا المستشرق ان يوظف دراساته العلمية بما يخدم القرار السياسي؛ لاسيما الامريكي بعد ان تولى قيادة تحري بعض الرموز والاشارات والعديد من القضايا الساخنة الخاصة بالدول الاسلامية مما كانت تمس اهتمام الغرب وتستدعي اتخاذ بعض التدابير الخاصة او بعض التدخلات الداخلية الخفية وحتى العلنية حتى لو كان على صعيد العلاقات الخارجية مع هذه الدول.