الوجيز النفيس في طرق التقويم والتدريس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد: لما نظرت في الطرق المتبعة في التدريس والتقويم، وخاصة تدريس القرآن الكريم ومقرراته وعلومه المتصلة، والكتب والبحوث المؤلفة في طرائق التدريس في واقعنا المعاصر ألفيتها خليطاً بين مناهج إسلامية ومناهج دخيلة عليه، وإن سلم بعضها فلا يخلو أن يكون فيه دخن، إلا من رحم الله، فَضْلاً عن افتقارها إلى دعائم ثابتة، ومناهج تطبيقية، وطرق تدريس علمية حديثة أساسها التأصيل، والتوقيف العملي المقتبس من كتاب الله العزيز، ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، رضوان الله عليهم أجمعين ـ وطرائقهم المتبعة في التعليم والتدريس. كما ألفيت مذاهب المدرسين فيها شتى كل يدرّس بما يروق له ويتوافق مع هواه ومذهبه الذي اختطه لنفسه أو فصّل له الشيء الذي أثّر سلباً على عملية التحصيل لدى الطلاب وتقييم مستوياتهم مع ما لها من أسباب أخرى مؤثرة تتناول جميع أطراف العملية التعليمية (المدرس، والتلميذ، والمؤسسة التعليمية) ـ سيأتي ذكرها لاحقاًـ. فلما كان الأمر على ما ذكرت رأيت من الحكمة تحرير المسألة والشروع في إيجاد حلول ناجعة للمشكلة من جذورها وتقديمها متلوةً ببراهين علمية، وشواهد نقلية، وحجج عقلية؛ فكان كتابي الذي وسمته بـ "الوجيز النفيس في طرق التقويم والتدريس..."وفصّلته على علم، أسال الله عز وجل أن يكتب له القبول وينفع به الناس.