دراسة في العوامل المتلفة للجلود الأثریة وطرق علاجھا وصیانتھا

المقدمــة لقد خلق الله عز وجل الإنسان وكرمه وفضله على كثير من مخلوقاته ومن أسمى آيات التكريم أن جعل له لباس يوارى جسده ويستره، ولقد كان جلد الحيوان من أسبق المواد التي هدى الله الإنسان لاستخدامها، وقد مر استخدام الإنسان لجلود الحيوان بمراحل تطور عدة سواء من ناحية تطور أساليب التصنيع أو تطور استخدامه للجلد. وعلى رقاق الجلد دونت الإنسانية تاريخها، وحفظت جلود تجليد الكتب معظم المؤلفات من الضياع. والآن تزخر متاحفنا بالعديد من المشغولات الجلدية من عصور مختلفة وتدلنا الحقائق العلمية على أن الجلد من أكثر المواد حساسية لأي تغير خارجي، من هنا وجب علينا بذل مزيداً من الجهد وتطويع البحث العلمي للحفاظ على تلك المقتنيات التي لطالما عانت الإهمال والافتقار إلى الدراسات العلمية المتكاملة، لذا فقد رأينا أن يتم البحث في بعض من النواحي النظرية المتعلقة بتاريخ الجلود وتكنولوجيا الجلود. وصولاً إلى البحث في العوامل المتلفة للجلود وعدم قصرها على العوامل الخارجية، بل تعمق البحث في دراسة العوامل الداخلية التي تنشأ منذ اللحظة الأولى لبداية خلق الحيوان وانعكاس هذه العوامل على حالة الجلد بعد دباغته وتوظيفه وتوضيح العلاقة التي تربط بين تلك العوامل الداخلية وعوامل التلف الخارجية، كذلك كان لزاماً علينا إجراء العديد من التجارب لدراسة تأثير عمليات التقادم المختلفة سواء الكيميائي أو الحراري في إتلاف الجلود.