فقه الثورة الجزائرية

إن الثورة التحريرية الجزائرية تستحق بكل جدارة أن تصنف ضمن الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم منذ مجيء الإسلام، وأنها لم تختلف تماما في كل أوصافها ومقوماتها عن أشهر الغزوات مثل بدر، وخيبر، وتبوك وما بعد ذلك، كحطين وعين جالوت وغيرها من الانتصارات، فلا عجب إذن أن نجعل من ثورتنا المباركة مضربا للأمثال، وتخلد ذكراها بالفرح وتجديد الاحتفال، قال شاعر الثورة مفدي زكريا : نوفمبر غيرت مجرى الحياة وكنت نوفمبر مطلع فجر وذكرتنا في الجزائر بدرا فقمنا نضاهي صحابة بدروذلك للتشابه الذي كاد أن يصل حد التطابق، في المقومات والمنطلقات، وكذا في الوسائل والغايات، وما تبعه من الكرامات التي قابلت المعجزات، مما يوجب تخليد هذه الثورة وتمجيدها، لتظل للأجيال مثالاً يحتذى، ومنهجا يقتدى، بقناعة ينشأ عليها البنين والبنات، ويرسم تدريسها في المناهج والمقررات، ويفرض تعليمها في المدارس والجامعات، وتظل تملأ اخبارها وصورها الشاشات والصحف والمجلات، وفاء لعهد الشهداء، ودعما لإخوانهم المجاهدين الذين بقوا من بعدهم، سواء أولائك الذين قضوا أوالذين لايزالون أحياء.