الاعلام المرئى والسلطة فى وقت الازمات

تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في عملية التنشئة السياسية لمصاحباتها الفرد منذ الطفولة المبكرة حتى نهاية العمر فتاتي أهمية وسائل الإعلام لتزويد الفرد بالمعلومات السياسية لتشارك في تكوين وترسيخ قيم النظام السياسي المساندة والمدعمة للنظام القائم باعتبارها أحد أجهزة الدولة الإيديولوجية ، ولكن ليس كل ما يبثه التليفزيون مصدراً أساسيا للمعرفة ، لان ليس مايبثه الحقيقة المجردة المحايدة وإنما المعرفة التليفزيونية هي معرفة لها مدلولات وأبعاد بعينها،حيث يتم اختيار اللقطات والمشاهد والزوايا .وتضخيم مشهد على حساب الأخر كل ذلك يتم بأبعاد معينة. و تقوم وسائل الإعلام في سياق ثورات الربيع العربي بتسخير قنوات لباحثين ومنظرين يطلق عليهم - مثقفي السلطة-، وساسة ورجال دين، ومتخصصين في المجالين الإعلامي والمعلوماتي، وتقديمهم على أنّهم محللين موضوعيين، في الوقت الذي تؤكّد استضافتهم وانتقاؤهم توافقهم مع النظام السياسي القائم،فإدراك هؤلاء الصفوة بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام ، تحفز هذه القوى لإخضاع الإعلام لسيطرتها ، اوللتاثير عليه بنفوذها ، لتحويله إلى أداة لتحقيق مصالحها. لذلك يتعذر قراءة تاريخه ومعالجة وضعه الراهن والتنبؤ بأفاق تطوره بمعزل عن السياق الإجتماعي والإقتصادي الذي يعمل فيه