ابن قيم الجوزية مستغربا

قام نفر من المسلمين بالتعاطي مع علوم الأوائل خاصة فلسفة ومنطق اليونانيين ، وقاموا بتقليد طريقة اليونانيين في التعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، حيث تصدي لهذه المحاولة السلف الصالح وأهل السنة والجماعة الذين قاموا بدراسة وتحليل ونقد نظريات فلاسفة اليونانيين. وهذا الدور الذى قاموا به يدخل في إطار علم الاستغراب ، أعني دراسة وتحليل ونقد الفكر الغربي (الفلسفة اليونانية القديمة) في ضوء الإسلام للوقوف على ما يوجد في هذا التراث الفكري من سلبيات وإيجابيات – إن وجد – للتنبيه والتحذير منه ومواجهة سلبياته والأخذ بإيجابياته، ولذلك سنصف كل من واجه وجابه هذه النظريات الفلسفية والمنطقية الصورية القديمة بـ "مستغربا" أي أنه قام بدراسة وتحليل ونقد هذه النظريات الفلسفية والمنطقية الصورية في ضوء الإسلام للتعريف بآثارها الضارة على العقيدة الإيمانية للمسلم. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الدور الذى قام به أهل السنة والجماعة يعد دورا أساسيا في تدشين علم الاستغراب ، ولذلك يمكننا القول: إن علم الاستغراب علم قديم حيث بداياته الأولي كانت على أيدي أهل السنة والجماعة.