حدق المقلتين في شرح بيتي الرقمتين

شكلت ظاهرة الشّروح الأدبية الموضوعة على الأشعار والقصائد من أبرز النّشاطات العلمية على مستوى التّأليف وكيفية التّعامل مع النّصوص وتشريحها وتفكيكها لتحليلها وشرحها والنّظر في مختلف جوانبها. والتي كانت بارزة بشكل واضح خاصة في القرون الأولى. وكتاب «حدق المقلتين في شرح بيتي الرّقمتين» لأحمد بن محمد البجائي (ت841ه) من مدونات المغرب الأوسط التي برزت في القرن التّاسع الهجري ضمن الشّروح النّادرة والهامة التي تناولت بيتي الرّقمتين لابن المستكفي الإربيلي بالشّرح والتّحليل والدّراسة، والنّظر في مختلف الأوجه والاحتمالات الممكنة التي تتشكل معها المعاني والمقاصد، وهو صورة بارزة عن كيفية التّعامل مع النّصوص الشّعرية على مستوى الرّؤية والتشكيل شرحا وتحليلا وتعليلا ومنهج معالجة، مما أعطاه من الخصوصية والتّفرد والتّميز ممّا لا يوجد في غيره من المدونات الأخرى التي تعاملت مع النّص الشّعري عموما أو تعاملت مع بيتي الرّقمتين على وجه الخصوص.