إن فن الرقش العربي وما ينطوي خلفه من بنية فكرية فلسفية مؤسسة له ترتبط بالعقيدة الدينية والروحيةالتي أتاحت للرؤية فرصة للانطلاق من حيثيات المادة والنظرةالجزئية الضعيفة ، والانفتاح على رؤية شمولية كلية تحيط بالمطلق ، الأمر الذي أسس فلسفة جمالية لتكوينات شكلية مجردة لها تفردها النوعي كفن عربي .وفي ضوء هذا الفهم فقد كان الرقش العربي محاولة للتوفيق بين مكونات الوجودالمرئي المحسوس وبين الوجود الغيبي , فلم يتناول ما هو مشخص أو محدود أو زائل من الأشياء والمخلوقات , بقدر ما استلهم خطوط وألوان ونسب وقوانين رياضية هي بمجملها جملة من العناصر المادية المنظورة والعلاقات المدركة المرتبطة بالوجودالعيني , وتشكل ثوابت وشروط لا يمكن بدونها تشكيل المكونات الحسية للعمل التجريدي أو تحقيق قيمه المطلقة . وهي في آخر الأمر كينونة لا تمثل الواقع ولا تعبّرعن أشكاله المتغيرة أو الآيلة للزوال, بقدرما تمثل النظير المادي للفكر المستوحى من الفكر الديني الموصل إلى الله . فالفنان المسلم لم يكتف بإبداعه الرقش لكي يكون وسيلة للاهتداء إلى الدين , أو بديلة عنه , وإنما كان يرمي إلى تقريب الفن من الدين, وإبراز الجوانب الفكرية في القرآن الكريم , وفي ترصين روح الإيمان , وفي التأكيدعلى إمكانية الجمع بين الإبداع الجمالي الصادق والإيمان العميق . هذا ارتهن عندالمسلمين بإحساسات داخلية نفسية تمر من خلال الحواس للاتصال بالعالم
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-2-78976-9 |
ISBN-10: |
620278976X |
EAN: |
9786202789769 |
Langue du Livre: |
عربي |
de (auteur) : |
علي حسين خلف معتوك السعدي |
Nombre de pages: |
56 |
Publié le: |
29.09.2020 |
Catégorie: |
Autres |